حياكم بالشمالي ينظم حلقة نقاشية بمناسبة يوم البيئة العالمي
نظم المجلس البلدي للمنطقة الشمالية بحضور النائب الدكتور مهدي عبدالعزيز الشويخ ومجموعة من المختصين ونشطاء العمل البيئي والبلدي والاجتماعي حلقة نقاشية بمناسبة يوم البيئة العالمي تحت شعار " رحلة عبر الزمن في علاقة الانسان بالبيئات الطبيعية " ضمن برنامج حياكم وذلك بمشاركة عدد من الخبراء في الشأن البيئي لمناقشة عدد من المحاور تمثلت في علاقة الانسان بالموروثات البيئية، ثقافة المسؤولية في الاستغلال الرشيد للموارد البيئية، وأثر الوعي الاجتماعي في صون الأمن البيئي، وفلسفة الاستدامة في علاقة الانسان بالموارد البيئية، بالإضافة الى الادارة المستدامة في صون الموروث البيئي لصالح الأجيال الحالية والمقبلة.
افتتح حلقة النقاش رئيس المجلس البلدي للمنطقة الشمالية الدكتور سيد شبر الوداعي وبين في سياق حديثه الرابط الفعلي بين مسيرة علاقة الانسان بالبيئات الطبيعية والمسيرة التاريخية للخبراء المشاركين في الندوة الحوارية المتجسدة في مسيرة جهودهم للدفع باتجاه تبني الحلول القويمة في صون المنظومة البيئية والحفاظ على المعالم البيئية كمصدر قويم للحفاظ على امن الانسان على البسيطة، وفي سياق ادارته للحوار حرص رئيس المجلس على التنويه الى بعض الحقائق التاريخية التي عاش واقعها كبحار في طفولته في شأن ثقافة العلاقة مع الثروة البحرية التي كان يتميز بها البحارة القدماء والتي تجسد وعي الانسان البحريني منذ القدم بأهمية الحفاظ على البيئة عبر خبراته في صيد السمك وطرق الصيد المستخدمة قديما ونوع السمك الذي كان البحرينيين يصطادونه خلال مواسم محددة ومنظمة بشكل دقيق تتناسب مع دورة حياة الأسماك في مياه البحرين.
بدأت الحلقة النقاشية الدكتورة ريم المعلا- عالمة النظم الإيكولوجية- ومؤسس مركز نواة للبحوث البيئية والتعليم، حيث اشارت الى أهمية فهم علاقة الفرد بالبيئة المحلية، من حيث فهم طبيعة الكائنات الموجودة في خليجنا العربي وخصائصها الجينية المميزة والتي تختلف عن مثيلاتها في بقية الخلجان والبحور عبر العالم كسمك الهامور والمرجان والروبيان، بالإضافة لأهمية وجود مراكز بحوث متخصصة لبحث ودراسة الامراض التي قد تصيب الكائنات البحرية في المملكة، ومواسم تكاثر تلك الكائنات واصنافها، والطرق السليمة لصيدها. كما أن مراكز البحوث ستساهم في إقرار قوانين حكومية بيئية أكثر فعالية لاعتمادها على بيانات ومعلومات بحثية محدثة.
ونوهت المعلا الى ضرورة طرح برامج جامعية لبكالوريوس علوم البحار وعلوم البيئة في البحرين ، وذلك باعتبار كون المملكة تتشكل من مجموعة جزر، بالإضافة الى أهمية اثراء المكتبة العربية بالبحوث المتخصصة في المجال البيئي والتي ستساعد في اثراء المعجم العربي بالمصطلحات العلمية المتخصصة في هذا المجال، حيث مازالت الكثير من المصطلحات العلمية البيئية باللغة الإنجليزية التي لم يتم تعريبها حتى الان.
وفي اطار الحلقة النقاشية قدم الخبير البيئي سيد خليل عدنان الوداعي الخبير في النظم البيئية عرضا عن نشأة الكون حسب تقديرات العلماء ب 13.7 مليار سنة، في حين ان كوكب الأرض تكون منذ 4.6 مليار سنة، حيث حدد العلماء عدد من الازمنة الجيولوجية المتعاقبة والتي توضح نشأة الحياة على كوكبنا بسبب عملية التمثيل الضوئي عن طريق الطحالب، بعدها ظهرت نباتات أكثر مثل الاسفنجيات وغيرها، حتى توالت ظهور مختلف أصناف النباتات الى ظهور العصر الجوراسي الذي ظهرت فيه الديناصورات. بعدها وفي عصور لاحقة ظهر الانسان على الأرض في قارة افريقيا وانتقل منها لآسيا وأستراليا ، وقسم آخر من البشر انتقل لاوروبا وسيبيريا ثم الاسكا والأميركتين. حيث استغرقت مسيرة الانسان على الأرض مدة 10 الاف سنة.
وفي اطار العرض بين الوداعي مراحل علاقة الانسان بالبيئات الطبيعية ضمن مسيرة حياته التاريخية على الأرض والتي كان أولها مرحلة الصيد حيث كان الانسان يجمع فيها الثمار ويصيد الحيوانات وينتقل من مكان لآخر ، وخلال هذه المرحلة كان تأثيره بسيط البيئة باعتباره جزء من الطبيعة. ثم بدأت مرحلة الثورة الزراعية التي كانت في مرحلتها الأولى معتمدة على زراعة الانسان للمحاصيل، ثم في المرحلة الثانية استخدم المحراث وزرع نوع واحد من المحاصيل على مساحات كبيرة. وخلال ذلك حرق الانسان القديم الغابات وبدأ يتحكم في الطبيعة كما روض الحيوانات كالكلاب والغنم والماعز والخنزير والطيور والخيول.
وبين الوداعي المسيرة التاريخية للانسان في مرحلة الثورة الصناعية التي تميزت بظهور الصناعات البسيطة عن طريق استخدام آلة النسيج والغزل، بالإضافة لظهور الآلة البخارية التي استخدمت بشكل واسع في المصانع ووسائل المواصلات. تلتها الثورة الصناعية الحديثة او ما يسمى بالعصر الالكتروني التي ظهرت فيه آثار سلبية على البيئة بفعل تراكمات المراحل السابقة والتي اصبح فيها نشوء لحركات ومؤسسات لحماية البيئة من التلوث. وأخيرا مرحلة عصر الاستدامة الذي نعيش اليوم واقعه والذي تزايد فيه الوعي البيئي والبحوث العلمية والمنظمات العالمية التي تدعم الالتزام بمحددات الاستدامة كي نحافظ على كوكبنا لنا وللأجيال القادمة.
وقدمت المستشار البيئي رحمة الاسكافي - رؤية في شأن أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي البحريني المتعلق بالمسميات المحلية للكائنات التي تعيش في بيئتنا، وذلك كي تنتقل من جيل لآخر ، كما اشارت الاسكافي الى ان سلوك الكائن الحي هو المحدد الرئيسي للاسم الذي يطلق عليه محليا في البحرين.
وقدم رئيس وحدة ومراقبة الأنواع بالمجلس الأعلى للبيئة علي منصور عرضا عن حجم الموارد الطبيعية التي تزخر بها المملكة رغم صغر حجمها جغرافيا، كالثروة السمكية والمياه الجوفية ومياه البحار واللؤلؤ والثروة الزراعية والهواء. ونوه الى ان الزيادة السكانية والتطور العمراني انعكس تأثيره على تلك الثروات وبالتالي وضعت الدولة القوانين المنظمة لعلاقة الانسان بالموارد البيئية، وبين ان المجلس الأعلى للبيئة عمل على إقرار عدد من القوانين من ابرزها قانون البيئة الذي يعنى بالماء والهواء والتربة، وقانون تنظيم استخراج الطمي من خليج توبلي، وقانون حماية الأنواع الفطرية، وقانون منع صيد البلبل البحريني ومنع صيد الحبارى والبلشون وأنواع من الصقور المهددة بالانقراض.
وتطرق منصور لقوانين الصيد وقوانين تحديد عين الشبك ونوع الشبك، وقوانين أخرى متعلقة بمنع صيد الدلافين والسلاحف وابقار البحر. كما أن مملكة البحرين قد وقعت عدة اتفاقيات إقليمية وخليجية ودولية في مجالات بيئية متنوعة للحفاظ على البيئة البحرينية من التلوث ، والحفاظ على الحياة الفطرية، واتفاقية الحفاظ على الأراضي الرطبة، واتفاقيات دولية اخرى للحفاظ على التنوع الحيوي خصوصا الكائنات المعرضة للانقراض.
تفاعل المشاركين مع ما تم طرحه من مرئيات ومناقشة القضايا المحيطة بمحاور اللقاء وجرى التأكيد على ضرورة أن يجري العمل على تنظيم ندوة عامة لمناقشة القضايا التي تم طرحها بشكل أكثر توسعا والاستفادة من الندوة لبناء رؤية ثاقبة في بناء الوعي والثقافة البيئية للمجتمع الذي يمكن ان يساهم في بناء المسار الواعي لانجاز أهداف المشروع الوطني للتنمية المستدامة.